الحياة في العزلة

لم اعد ارغب بالموت كما اعتاد في السابق، فليقبض الله روح متي شاء واين شاء لم اعد ابالي
فقد اعتاد الحياة بمحازنها وانكساراتها الدائمة، اعتادت علي الحزن 
فاصبح الفرح لي شي مخيف، بمجرد ظهوره يختفي في التو واللحظة 

اعتادت علي لعب دور الشريرة الذي فرض علي
فكنت الشريرة في اعين ابي، صديقتي المقربة، والشخص الذي احببته
لبست ثياب هذا الدور في غرفه ملابس اعدوها لي
لرفضي وضع كان من الصعب تحمله
فالقوا بالتهم، والقيت بالتهم
نريد محكمة قضاء عليا لتحسم الامر
ولكن حتي اذا حسم الامر لم ولن تتغير النفوس
لا انا ولا هم

لم اعد ارغب في الموت، فقيمة الشخص تزداد عندكم بمجرد نزوله تحت التراب
لا اريد هذه القيمة الزائفة، لا اريد هذا الموت، لا اريد دمعوكم ولا حزنكم الزائف

فكنت بجانبكم شخص حي يرزق مفعم قلبه بالنبض الدائم
ولم تعطوني هذه القيمة، ارتدها، ارتد هذه القيمة وانا علي قيد الحياة
ارفض ان تلعبوا دور الضحية وانتم تقفون علي ترابي
ارفض حبكم واهتمامكم الذين سوف تتصنعون به
فكنت معكم بجانبكم

ولكني اشك في الامر، ازعم انه بمجرد مغادرتي لهذا العالم، لن يبكي، ولن يتذكرني احد منكم

فقررت تفضيل العزلة عوضا عن الموت، او حتي يأتي الموت
العزله هي أأمن وسيلة للنجاة
لا استطيع الذهاب للمجهول ولا ارغب به
لا استطيع التكيف مع هذا العالم
ولا يستطيع هذا العالم التكيف معي

العزلة سوف تكون طوق الإبحار
العزلة مع الله
العزلة مع امي
العزلة مع قطتي
العزلة مع اسرتي
العزلة مع حلقاتي وافلامي المفضلة
العزلة مع الموسيقي

هذا هو العالم الذي احس بداخله بانني مازلت علي قيد الحياة
بعيدا عن حبكم الزائف، واحساسي بالموت الداخلي وانا بينكم